26 , ديسمبر 2024

القطيف اليوم

بين الصِدام والوئام 

عندما ننظر إلى جوهر المادة نجد أن الجسيمات فيها تتحرك وتتصادم وهذه الحركة والتصادم دليلُ الحياةِ وإلا فإن غير المتحرك والمتغير هو ميتٌ وطبعًا هذا لا ينطبق على واجب الوجود سبحانه وتعالى. 

ولنرجع مرة ثانية إلى جوهر المادة فهي كما يقول أهل الفيزياء من شحناتٍ موجبة وسالبة وهذه أيضًا من علامات المخلوق (من ذكر وأنثى) وهي الزوجية وهذه ليست من علامات الخالق الفرد سبحانه وتعالى. 

ثم ماذا ؟ 
عنوانُ الحياة التصادم والزوجية ولهذا كل ما يخالف ذلك إما عدمٌ أو بقاءٌ أزلي لله سبحانه وحده.

ونحن لنا في هذه الحياة الكثير الذي يدلنا على حياتنا من التصادم والزوجية، ولكن بيتُ القصيد هنا.

هل التصادم هو الهدف من الحياة أم الدليل عليه، فعندما يبدأ عود الثقاب بالاشتعال نتيجة الاحتكاك بالجزء الخاص بعلبة الكبريت فإن ذلك مفيدٌ لحسن استخدام الثقاب ولكن عندما يهمل ولا يستخدم بالصورة الصحيحة فإن النتيجة ستكون كما في هذه القصة (من وحي الخيال).

الطفل وعلبة السجائر والكبريت 
رأى طفلٌ أحد أقاربه وهو يدخن فراقبه وفي يوم وفي غفلة من ذلك القريب رأى علبة السجائر والكبريت إلى جانبها، فأراد أن يقلد قريبه في التدخين، فأخذ الكبريت وأشعل السيجارة ولكنه لما رأى قريبه ارتبك ووضع السيجارة المشتعلة في علبة السجائر وأرجعها مكانها وذهب عنها، دون أن يخبر قريبه بما جرى والذي أخذ علبة السجائر والكبريت ووضعها في جيبه وفيها السيجارة المشتعلةُ وخرج من البيت وركب السيارة وأثناء قيادته للسيارة زاد اشتعال تلك السيجارة وأشعلت السجائر الموجودة في العلبة ثم الثوب ثم السيارة ولم تنتهِ القصة ولكن لكم التتمة. 

فعندما يكون هنالك تصادم سلبي وخصوصًا بين الزوجين فإن النتيجة الحتميةُ هي ما ورد في القصة ولكن عند تدارك الأمور بإطفاء النار في مهدها وإن كان هنالك سبب لاشتعالها، فللسبب تعامله الخاص به وللنار التعامل الخاص بها، فلا تدعوا نار التصادم تحرق بيوتكم واجعلوا الوئام يحييها. 


error: المحتوي محمي